منذ فجر التاريخ و الإنسان يبحث و يفكر عن العديد من الأسئلة التي لم يجد أحد إجابة لها إلي الان فتلك الأسئلة لا يوجد اي دليل مادي علمي يثبتها و لكن العقل البشري لا يقبل أن تكون تلك الأسئلة تحديدا بلا إجابات
كيف جئنا إلي هذا العالم. كيف وجد هذا العالم. متى بدأت الحياة. و كيف بدأت. و ما هي الحياة. و ماذا بعد الحياة.
هل تلك السنين المعدودة التي لا يمكن قياسها بالنسبة لعمر الكون و الحياة على الأرض هي كل ما نمتلك
تلك الأحلام التي يظل الإنسان يحاول تحقيقها هل سنفنى دون أن نحقق و لو اليسير منها.
اؤلئك الضعفاء الذين لا قوة لهم في المطالبة بحقوقهم أليس من العدل أن يأتي يوم و ترد إليهم حقوقهم و معاقبة ممن ظلمهم.
و لكن العمر قصير و قد يموت المظلوم قبل أن يأخذ حقه ممن ظلمة أو يموت الحالم دون أن يحقق أحلامه أو قد يجد كل الظروف لا تسمح له أن يحقق ذلك الحلم. فما الحل إذاً لم يتكن الحياة سبيل لتحقيق أحلام و طموحات الإنسان ولا هي أيضاً عالم لا يظلم فيه بعضنا بعضا.
لتخيل القصة من البداية ...
في البداية كان الإنسان كائن محدود القدرات يخاف من الطبيعة و من أقرانه من الكائنات الحية و ليس لديه قدره على التخاطب ثم بدأ يتكاثر و يتطور و انشأ المجتمعات كنوع من الحماية من الطبيعة ثم أصبح كائن أكثر تطورا مما سبق و استطاع أن يتحكم في الطبيعة بقدر ما استطاع أن يتوصل إليه من علم.
تطور الإنسان و تطورت معه الأسئلة بقدر ما كان عقلة يتطور و لكن الأسئلة الأبدية مازالت عالقة في ذهنه .
متى أتيت ..؟
و لماذا أنا هنا ..؟
و لماذا أنا اضعف من الطبيعة ..؟
بكل ما وصل اليه الإنسان وقتها من بناء معابد ضخمة و مقابر شهد لها التاريخ بعظمتها مازال الإنسان اضعف من الظواهر الطبيعية كالفيضان أو الإعصار أو البراكين. لا يعلم أسباباً للبرق ولا يعلم لماذا تهتز الأرض من تحت قديمة. الأسئلة كثيرة ولا توجد إجابة.
بدأ الإنسان في تخيل أن هناك قوى لا يعلمها و لكنها قادرة على تسيير السحاب و إنزال المطر و إرسال الصواعق عندما تغضب. بدت الفكرة منطقية حسب معطيات ذلك الوقت فرسم في خياله ألهه متعددة و بدأ الناس يتقربون إلي تلك القوى الخفية و محاولة إرضائها حتى تمنع عنهم غضب الطبيعية الغير مبرر لهم في ذلك الوقت إلا انه غضب من تلك الآلهة.
بدأت الفكرة تطور كما أن كل شئ يتطور و بدأ الناس في وضع تعريف محدد لتلك القوى الخفية و أصبحت إله ليس متحكما في الطبيعة و فقط و إنما اله صانع لكل ما حولنا خالق لكل تلك الكائنات التي نراها بما فيها نحن البشر.
بدا الدين و بدأت التعريفات و الشرائع و اصبح الدين هو التفسير لكل شئ واصبح هناك ما يسمى بالجنة و اصبح أيضاً هناك جنهم عقابا للظالمين الطغاة.
و لكن كيف تصل إليهم .
لا يمكن أن يكون مجرد الإعتقاد في الإله و التقرب اليه بالعبادات هو فقط السبيل الوحيد فكل ذلك من الغيبيات و لذلك بدأ الدين يأخذ دوره في الإصلاح الأخلاقي بما يمتلكه من أدوات عقاب تستطيع أن تجعل من الإنسان أن يفكر ألف مره قبل أن يظلم. كان الدين يقوم بدور الرقيب الداخلي نظرا لعدم وجود نظام حكم أو حكومة قادرة على حماية الملكية الفردية أو الحريات الشخصية.
و استمرت البشرية الآلاف السنين تروي و تحكي عن قصص لا يوجد لها اي شاهد او دليل و لكن لا يوجد أيضاً اي سبب لتكذيبها لانه ببساطه لا يوجد اي تفسير أخر. و يوما بعد يوم تطور الإنسان و استطاع حل كثير من تلك الألغاز. استطاع الإنسان أن يعرف أسباب سقوط المطر و أسباب اهتزاز الأرض من تحته و ليس كذلك و فقط بل بدا الإنسان يفكر كيف بدأت الحياة على كوكب الأرض و بل و كيف بدأت الحياة في هذا الكون.
لم يأتي هذا بين يوم و ليلة و إنما بعد أن تمرد الإنسان ضد الخرافة و الوهم الديني. كوبرنيكوس و جاليليو و ابن رشد و دارون و الكثير من المفكرين و العلماء و الفلاسفة ممكن تمردوا على الخرافة الدينية و الأسطورة التي صنعتها البشرية بسبب قلة العلم وقتها.
تحرر البعض لكي تنعم البشرية بإنجازات علمية و حضارية لم يشهد التاريخ لها مثيل. و لكن أليس الان اصبح واجبا علينا جميعا أن نتصدى للخرافة الدينية و الوهم المزروع في العقل البشري منذ الآلاف السنين. أليس من حق البشر جميعاً أن تكون عقولهم خاليه من الخرافة. عقول لا تعرف الكراهية التي تزرعها الأديان في النفس البشرية و التحجر في العقل. طالما أن الأديان لم تستطع أن تثبت حقيقة تلك القصص فلماذا علينا أن نلقن أطفالنا أوهام و خرافات لنبني أجيال لا تعلم الحقيقة و قد تقاوم ذلك أيضاً.
نعم علينا أن نحرر العقل البشري من تلك الخرافات و الأوهام و استبدال ذلك بالحقائق العلمية و على العقل البشري أن يتقبل أن هناك ظواهر مازالت تحت البحث و أن عليه الانتظار إلي أن يبت فيها العلم برأي أو نظرية.